بهـذا العمـل الماثـل أمـام القـارئ الكريـم يكـون كتـاب زهـر البستـان في دولـة بـني زيـان؛ الـذي بـقي في الأدراج بيـن المخطوطـات المهملـة، ولـم يتسـنى لـه الظهـور والنشـر بثـوب يليـق بـه؛ إلاّ في هـذه اللحظـة؛ مـع أنـه مهـم جـداً؛ وبذلـك يكـون قـد بُعِـث إلى الحيـاة؛ بعـد سكـون طويـل في الرفـوف المظلمـة، وخـرج إلى عالـم النـور والأضـواء. فأضـحى الآن في متنـاول القـراء والباحثيـن؛ دون عنـاء وابتـلاء بالنبـش البـطيء، والسبـر في عتمـة الأعمـاق المظلمـة.
وكتـاب زهـر البستـان في دولـة بـني زيـان هـذا؛ يـؤرخ لدولـة الجزائـر في أزهى عصورهـا؛ تلـك الدولـة الـتي رسمـت حـدود المغـرب الأوسـط آنئـذ. ومؤلـف هـذا الكتـاب مجهـول الهويـة؛ وواضـح أنـه كـان مـن بيـن الذيـن خدمـوا في بـلاط السلطـان أبي حمـو الثـاني؛ عـلى غـرار كُتّـاب آخريـن مثـل: يحـيى بـن خلـدون وغيـره. ويستـدل عـلى هـذا مـن عمـق اطلاعـه، ودقـة وصفـه لمـا يجـري في ذلـك البـلاط مـن أحـداث وآثـار.
|